لتحويله إلى مركز ثقافي.. بيع سجن تاريخي في سانت بطرسبرغ بمزاد

شهدت مدينة سانت بطرسبرغ الروسية بيع سجن "كريستي" الشهير في مزاد علني، حيث كان هذا السجن شاهداً على احتجاز العديد من المعارضين السياسيين والثوار على مر العصور.

ووفقا لوكالة "فرانس برس"، استحوذت شركة التطوير العقاري الروسية "كاي في سي" على المجمع المميز بالطوب الأحمر، بمبلغ تجاوز 1.1 مليار روبل (نحو 12.56 مليون دولار)، وفقاً لما أعلنه الموقع الرسمي للمزادات الحكومية.

وأعلنت شركة "كاي في سي"، الفائزة بالمزاد، أنها تعتزم إعادة إحياء المبنى عبر إنشاء فندق ومطاعم ومعارض فنية، إلى جانب متحف يروي تاريخ "كريستي"، مؤكدة أن المشروع سيكون أحد أكثر المبادرات العمرانية طموحاً في سانت بطرسبرغ.

وكان السجن قد جذب اهتمام مجموعة "بي إم آي" الإعلامية الروسية، المملوكة لرجل الأعمال يفغيني فينكلشتين، والتي قدمت عرضاً لمشروع يحمل اسم "متحف الخير والشر"، إلا أنها لم تفز بالمزاد.

سجن استضاف شخصيات بارزة

بُني سجن "كريستي" أواخر القرن التاسع عشر على ضفاف نهر نيفا، واحتجز بين جدرانه شخصيات بارزة، من بينهم الزعيم الثوري ليون تروتسكي، والمارشال السوفييتي كونستانتين روكوسوفسكي، والشاعران جوزيف برودسكي وأوسيب ماندلشتام، إضافة إلى المؤرخ ليف غوميليف، نجل الشاعرة الشهيرة أنّا أخماتوفا.

وفي عام 2013، احتُجز ناشطون من منظمة "غرينبيس" البيئية داخل السجن لأكثر من أسبوع، بعد احتجاجهم على منصة نفطية في القطب الشمالي، مما زاد من أهمية "كريستي" كموقع شهد محطات سياسية وإنسانية مفصلية في تاريخ روسيا.

إنشاء بديل لسجن "كريستي"

أنشأت السلطات الروسية في عام 2017 سجن "كريستي -2" في ضواحي سانت بطرسبرغ، ليكون بديلاً عن السجن التاريخي. 

ويمتد المجمع الجديد على مساحة 35 هكتاراً، مما يجعله أحد أكبر المنشآت السجنية في أوروبا، وفقاً للجهات الرسمية.

بإتمام صفقة بيع "كريستي"، تتجه المدينة نحو استثمار تاريخها الغني في مشاريع ثقافية وسياحية، في خطوة تعكس تحول الاستخدامات العقارية لمبانٍ كانت في السابق رمزاً للقمع، إلى فضاءات أكثر انفتاحاً وإبداعاً.